ببـالغ الأسى ومزيد الأسف تلقينـــا نبـأ انتقال المثلث الرحمة غبطة الحبر الجليل الكردينال مار عمانوئيل الثالث دلي بطريرك كرسي بابل على الكلدان في العالم السابق الكلي الطوبى الى الأخدار السماوية ، نشاطر غبطتكم والسادة رجالات الكنيسة اكلدانية المقدسة من الأساقفة الأجلاء والكهنة الأفاضل والأخوة الرهبان والشمامسة الكرام الأعزاء وعائلة الفقيد الكبير وابنـاء العراق الكرام وكافة ابناء شعبنــا من الطائفة الأكارم في الوطن والعالم ، سائلين الباري عز وجل ان يتغمد الراحل الكبير الغالي برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته مع الأبرار والصديقين ، ويلهمكم جميعـــا جميل الصبر والسلوان ، رافعين الأكف مبتهلين اليه تعالى ان لا يري اي من ابناء شعبنـــا المسيحي اي مكروه ويحفظهم من كل سوء انه سميع ومجيب الدعـاء .
اليوم برحيل الحبر الجليل الكاردينال البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلي تكون كنيسة بابل الكلدانية المقدسة في العراق والعالم قد خسرت علما من اعلامـهــا الأجلاء، نطلب من الرب القدير ان يعوضهـــا عن هذه الخسارة الفادحة .
لقد كان مثلث الرحمة منذ حداثته شخصية كنسية مفعمة بالأيمان واجتمـاعية قوية ومؤثرة ومرموقة ، وفي حاضرة كرسي البطريركية الذي قضى فيه سنوات طويلة من عمره الطويل كـان راعيـــا صالحـــا لشعبه الكريم بكل معنى الكلمة ، شجـاعـا لا يخشى في الحق لومة لائم ، جريئـا في مواقفه , ان القلم يعجز عن الأتيـان بعبارات تعبر عن هذه الشخصية الكنسية والأجتمـاعية الكبيرة نظرا لمسيرته الطويلة الحـافلة بـالعطـاء لخدمة الكلمة ورعـاية ابـنـاء شعبه المؤمن ، فمهمـا كتبنـــا عنه لا نستطيع ايفـائه ، ولكن ذكراه ستبقى خـالدة في اذهـاننـا وذهن كل انسان عرفه وخـاصة انه انتقل الى جوار الآب السمـاوي في صمت دون أن يعلن عن معاناته لكي لا يزعج شعبه المؤمن لأنه كان يعرف مدى محبته له وتعلقه به .
كنـا نتمنى ان نكون معكم وانتم تقيمون الصلاة الخاصة برجالات الكنيسة المقدسة الأجلاء من الأساقفة والكهنة في المكان الذي سيوارى جثمانه الطاهر الثرى فيه والذي يضم عددا منهم والآبـاء والأجداد لألقـاء النظرة الأخيرة على غبطته ومشاركتكم الصلاة وتوديع الراحل الكبير الى مثواه الأخير، ولكي نعزيكم بحرارة ونخفف عنكم بعض الألم ، لأن لحظـات توديع الأعزاء لاسيمـا الأجلاء منهم لحظـات عصيبة في حيـاة الأنسان ، ولكننـا للأسف نعيش في الغربة المقيتة بعيدين عنكم الاف الأميال .
لقد رحل غبطة الكاردينال البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلي عنا جسدا لكنه سيبقى حيـا في أذهـاننـــا وأذهان الأجيال القادمة وعلى مر الزمن من خلال أيمانه وانسانيته ودماثة أخلاقه واعماله الرائعة في مجالات عديدة ، وستبقى روحه ترفرف في الفضاء سواء في العراق أو في المهجر والى الأبد .
واخيرا نطلب بخشوع من الآب السماوي وامنــا العذراء مريم وابنهـا الوحيد يسوع المسيح ان يسبغـوا نعمهـمهم السماوية على العراق العزيز ليسود في ربوعه الأمن والأستقرار والتاخي بين أبنائه مسلمين ومسيحيين وكافة مكوناته الماخية لكي ينعموا جميعا بحياة حرة كريمة تليق بهمم كونهم أصحاب حضارة عريقة عرفهـا الأنسان في التاريخ .
شركاء احزانكم
د . حناني الشماس ميــــــا والعائلة
وأسرة موقع
البيت الارامي العراقي
ميونيخ - ألمانيا
........................................