أدى التراجع الكبير في اسعار الدولار الأميركي خلال الفترة الأخيرة إلى خلط أوراق العملات العالمية الرئيسية. وتراجع الدولار أكثر من واحد بالمئة مقابل الين في نهاية الأسبوع الماضي الى أدنى مستوى في سبعة شهور ونصف بعدما تراجع الاقبال على العملة الاميركية مع تعهد مجموعة العشرين بالابقاء على اجراءات التحفيز الاقتصادي. وانخفض الدولار مقابل أغلب العملات الرئيسية أيضا بعد نشر مسودة بيان ختامي لقمة زعماء مجموعة العشرين قالت ان اجراءات الدعم ستظل قائمة في الوقت الحالي فيما يشير الى أن أسعار الفائدة الأميركية ستظل منخفضة. وتراجع الدولار دون 90 ينا مسجلا أدنى مستوى منذ منتصف فبراير.
وتراجع الاسترليني الى أدنى مستوى منذ شهور مقابل العملة الأميركية واليورو والين مع استمرار اقبال المتعاملين على بيع العملة البريطانية بعد يوم من تسليط محافظ بنك انجلترا المركزي ميرفين كينج الضوء على الفوائد التي تعود على الاقتصاد من ضعف الجنيه. وقال مرفين كينج ان ضعف الاسترليني مفيد في استقرار الاقتصاد البريطاني وتوجيهه نحو التصدير.وهبط الجنيه الى 5917, 1 دولار مسجلا أدنى مستوى منذ مطلع يونيو قبل أن يرتفع قليلا الى 5997, 1.
و قال وزير المالية البريطاني اليستير دارلنج ان حكومة المملكة المتحدة ليس لديها أي سياسة لاضعاف الجنيه الاسترليني عن عمد. وسأل الصحفيون دارلنج ان كانت هذه هي سياسة الحكومة فعلا فأجاب قائلا ان كينج لم يقل شيئا جديدا.
واضاف : ما قاله ميرفن كينج هو انه بسبب ضعف الجنيه فان المصدرين اصبح بمقدرهم الاستفادة من ذلك. وقال دارلنج ان بنك انجلترا المركزي لديه تكليف واضح وهو ألا يسمح لمعدل التضخم بأن يزيد عن 2 في المئة. وأضاف: سياستنا دائما هي السعي الي نمو قوي تتوفر له مقومات الاستمرارية.
وفي سياق متصل قال عضو مجلس محافظي البنك الوطني السويسري إن الفرنك السويسري لا يزال ينظر إليه على أنه عملة ملاذ آمن وخاصة في ضوء تفاقم الأزمة المالية العالمية. وفي كلمة ألقاها في لوكسبمورج ونشرت على موقع البنك الإلكتروني، قال توماس جوردان إن ارتفاع قيمة الفرنك السويسري منذ تفاقم الأزمة، أوضح أنه يمثل عملة أمان في ظروف الاضطراب الاقتصادي. وقال عضو البنك المركزي إن ارتفاع قيمة الفرنك جعل المركزي يتدخل لخفض سعر صرفه وخاصة أمام اليورو وذلك حرصا على عدم اضطراب أسعار واردت المستهلكين أو جعل الصادرات السويسرية أعلى سعرا.
وأقر المركزي بالتدخل مرة واحد على الأقل في مارس الماضي لمنع ارتفاع قيمة الفرنك ويعتقد أنه تدخل عندما يقتضي الأمر. وأصبح المركزي نشطا في مجال أسواق النقد الأجنبية ويقوم بشراء العملات الأجنبية لضمان القيمة المستهدفة للفرنك المحلي. وأعلن البنك الأسبوع الماضي أنه سيواصل توفير سيولة بالدولار حتى يناير المقبل ويظل منهمكا في مبادلة اليورو والفرنك مع البنوك المركزية الأخرى.
الوكالات